دينُ الشِّيعَةِ يُسمَّى دينُ الإماميَّةِ عندَ أكابِرِ مراجعِ علماءِ التَّشيُّع

دينُ الشِّيعَةِ يُسمَّى دينُ الإماميَّةِ عندَ أكابِرِ مراجعِ علماءِ التَّشيُّع

غزة- فلسطين

دينُ الشِّيعَةِ يُسمَّى دينُ الإماميَّةِ عندَ أكابِرِ مراجعِ علماءِ التَّشيُّع:

    إنَّ كلَّ من يطالعُ معتقدات وأفكار الشِّيعَة الإماميَّة من مصادرهم المعتمدة سيخرج بنتيجةٍ واحدةٍ واضحةٍ أنَّ التَّشيعَ الإماميَّ دينٌ مستقلٌ لا مذهب، فإنَّ أَئمَّةَ الشِّيعَة الذين تَتَلقَّى عمومُ الشِّيعَة عنهم عقائدَهم وفقهَهَم وأفكارَهم قالوا لهم: إنَّ التَّشيُّعَ دينٌ خاصٌ بهم يجبُ عليهم كتمانُه، وعدمُ إذاعتِه، فرَوَوْا عن سليمان بن خالدٍ أنَّه قالَ: قالَ أبو عبد الله عليه السَّلام  – جعفر الصادق- : "يا سليمانُ إنَّكم على دينٍ من كتمَه أعزَّه اللهُ، ومن أذاعَه أذلَّهُ الله".([1]) وصدقَ العلاَّمَةُ محبُ الدِّينِ الخطيب رحمه عندما سمَّى كتابَه: (الخُطوطُ العريضةُ للأُسِسِ التي قام عليها دينُ الشِّيعَة الإماميَّةِ الاثني عشرية)، ويزدَادُ المرءُ يقينًا عندَما يقرأُ اعترافاتِ علماءِ الشِّيعَة أنفسِهم من خلالِ المئاتِ من الكُتبِ التي صَنَّفوها في العقيدةِ والحديثِ والفقهِ وغيرها، والتي تُعدُّ الكثيرُ منها من مصادرِهم المعتمدةِ عندهم، والتي صنَّفها كبارُ علمائِهم ومراجعِهم الدِّينيَّة.([2])

     ويُكتَفَي هنا بذكرِ بعضٍ من اعترافاتِ القوم، للتَّدليلِ على أنَّ التَّشيعَ دينٌ مستقلٌ سمَّاه مراجعُهُم وعلماؤهُم "دينُ الإماميَّة":

1- جاء في كتاب الاعتقادات لابن بابويه القمي - والملَّقبُ بالصَّدوق وهو من كبارِ مشايخِ الشِّيعَة الإثنا عشرية- : "التَّقِيَّة واجبةٌ لا يجوزُ رفعُها إلى أنْ يقومَ القائمُ، ومن تركَها قبلَ خروجِه فقدْ خرجَ عن دينِ الإماميَّة، وخالف اللهَ ورسولَه والأَئمَّة".([3])

   وقال القمي: "من دينَ الإماميَّة الإقرارُ بأنَّه يجبُ الجهرُ بالَبسمَلَةِ عند افتتاحِ الفاتِحةِ، وعند افتتاحِ السُورةِ وبعدها..".([4])

2- جاءَ في الكافي للكليني - باب الكتمان- عن سليمان بن خالد قال: قال أبو عبد الله: "يا سليمانُ إنَّكم على دينٍ من كتمَه أعزَّه الله، ومن أذاعَه أذلَّهُ الله".([5])

3- قال شيخُهم محمد باقر بن محمد تقيِّ الدِّين المجلسي: "وممَّا عُدَّ من ضروريَّاتِ دينِ الإماميَّة استحلالُ المتعة، وحجًّ التَّمتَّعِ، والبراءة من أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية".([6]) وقال: "التَّقِيَّةُ فريضةٌ واجبةٌ علينا في دولِة الظالمين، فمَن تركَها فقدْ خالفَ دينَ الإماميَّة وفارقه".([7])

    وجاء في بحار الأنوار للمجلسي نفسه: "وقال: (في كتاب المجالس): اجتمع في هذا اليوم أي يوم الجمعة الثاني عشر من شعبان سنة ثمان وستين وثلاثمائة إلى الشيخِ الفقيهِ أبى جعفر محمد بن على بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي رضى الله عنه أهلُ مَجلِسِهِ والمشائخُ فسأَلُوه أنْ يُمْليَ عليهم وصفَ دينِ الإماميَّة على الإيجاز والاختصار فقال: دينُ الإماميَّة هو الإقرار بتوحيد الله..".([8]) وقال: "حاصِلُه أنَّكم إذا اعتقدتُم ودُنتم بِهِ إلى دينِ الإماميَّة فيلزمكم القول بكلِّ ما فيه...".([9])

     وقال المجلسي أيضًأ: "من شرائط دينِ الإماميَّة: اليقين والاخلاص والتوكل، والرضا والتسليم، والورع، والاجتهادُ، والزهدُ، والعبادةُ، والصِّدقُ، والوفاءُ، وأداءُ الامانَةِ إلى البَّرِ والفاجرِ، ولو إلى قاتلِ الحسين (عليه السَّلام )، والبِرِ بالوالدين.....". ([10])

     وجاء في مرآة العقول في شرح أخبارِ آل الرَّسول يُعطي هذا الأمرُ للمجلسي: "أي الاعتقاد بالولايةِ واختيارِ دِينِ الإماميَّة إلاَّ صفوته من خلقه".([11]) وجاء فيه أيضاً: "وهذا يدلُّ على أنَّ الأميرَ كان عالمًا بحقيَّةِ دينِ الإماميَّة، وكانَ يُخفِيها للدنيَا أو للتَّقيَّةِ".([12])

        وجاءَ فيه أيضًا: "أي أقبل قولي، وإشارة إلى ما ذكره بعدهَ من الخُلوة واللُطفِ، وأَفهمَه بالرَّمز أنْ يدعوهُ إلى مذهبه، ويتمَّ عليه الحَقُّ بما رآهُ في كتبَه لكن في الخلوة، وهذا يدلُّ على أنَّ الأميرَ كان عالمًا بحقيَّة دينِ الإماميَّة، وكان يُخفِيها للدُّنيَا أو للتَّقيَّةِ".([13]) وأيضاً يقولُ محمدُ باقر المجلسي: "وممَّا عُدَّ من ضروريَّاتِ دينِ الإماميَّة استحلالُ المتعة، وحَجُّ التَّمتُّعِ، والبراءةِ من الثَّلاثَة- أبي بكرٍ وعمر وعثمان-.([14]) ولا ريبَ أنَّ ما دونَّه محمد باقر المجلسي في كتابيه بحار الأنوار والاعتقادات هو في الغالب دينٌ آخرُ لا يمتُّ لدِين الإسلامِ بصلةٍ.

 4- المُحدَّثُ نعمةُ الله الجزائري: جاءَ في (كتاب الأنوار النُعمانيَّة) ([15]): "إنَّا لا نجتمعُ معهم على الإلهِ، ولا على نَبِيٍ، ولا على إمامٍ، وذلك أنَّهم يقولون: إنَّ ربَّهم هو الذي كان محمدٌ صلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّم نَبيَّه خليفتُه بعدَه أبو بكرٍ، ونحنُ لا نقولُ بهذا الرَّبِّ، ولا بذلك النَّبِي، بل نقولُ: إنَّ الربَّ الذي خليفةُ نبيِّه أبو بكرٍ ليس ربُّنَا، ولا ذلكَ النَّبِي نَبيُّنَا".([16])    

     وجاء في كتابه )الجواهر الغوالي في شرح عوالي الآلي) للمُحَدِّثِ الشيعي - المشهور عندهم- نعمة الله الجزائري: "حكى لي عالمٌ من أولادِ شيخِنا الشهيد الثاني طاب ثَراهُ: أنَّ بعضَ النَّاسِ كان يَتهمُّ الشيخَ في زمنِ حياتِه بالتَّسَنُّنِ، لأنَّه كان يُدَرِسُ في بعلبك وغيرها من بلاد المخالفين على المذاهب الأربعةِ نهاراً، ويُدَرِّسُ على دينِ الإماميَّة ليلاً. وكانت معرفتُه بفقهِ المذاهبِ الأربعةِ واطلاعه - طابَ ثَراهُ- على كتبِ أحاديثهِم وفروعهِم أعلَى من معرفتِهم بمذاهبهِم".([17])

5- قال آقا رضا الهمداني: "من أدلة القائلين بالنَّجاسةِ الإجماعاتُ المنقولةُ المعتضدةُ بالشُّهرةِ المحقَّقَةِ بين القدماء، فعن الأمالي إنَّه من دينِ الإماميَّة..." ([18])

    وقال: "الذى يظهر من المحكي عنه في أماليه القول بجواز الثانية من دون رجحان، بل نسبه إلى دين الإماميَّة، حيث قال في وصف دين الإماميَّة رضوان الله عليهم أنَّ الوضوءَ مرة مرة، ومن تَوضَّأ مرتيْن فهو جائزٌ إلاّ أنَّه لا يُؤجرَ عليه..".([19])

6- قال الشيخ عباس القمي: "التَّقِيَّة فريضةٌ واجبةٌ علينا في دولة الظالمين، فمن تركها فقد خالفَ دينَ الإماميَّة وفارقه، والروايات في التَّقِيَّة أكثرُ من أنْ تُذكرَ".([20])

7- يقولُ شيخُ الطَّائفةِ أبىِ جعفرَ الطوسي: في كتابه (اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي): "فلعلَّه يتركُ التَّقِيَّةَ، ويجيبني على دينِ الإماميَّة".([21]) وجاء فيه: "قوله عليه السَّلام : إنَّما أعني بذلك فيصل القول في زرارة أنَّ الأخبار في مدحِهِ وذمِّه متعارضةٌ، لكنَّها جميعاً مطابقةٌ على أنَّه ثقةٌ صحيحُ الحديث، متدَينٌ متورعٌ في رواية الحديث، مستقيمٌ على دينِ الإماميَّة الي حين ممَاتِه".([22])

8- يقول عباس ابن الشيخ حسن كاشف الغطاء يقول: "وهذا ما انتهى إلينا من هذا الخبر الشريف المشتمل على فوائدَ جَمةٍ، كلُّ فائدةٍ منها تَكفي في إثباتَ دينَ الإماميَّة، وفساد ما يزعمونه أهل السُّنَّة...".([23])

9- أبو القاسم الميرزاي القمّي يقول: "بل لعلَّهُ من ضروريَّات دينِ الإماميَّة من أنَّ من إعلام إمامتهم علمهم بما كان، وما يكون، يندفع بما بيَّناه وشرحناه في تضاعيف مسألة ترك الاستفصال، فلا حاجة الى الاعادة و التكرار...". ([24])

10- قال أبو القاسم الخوئي – المرجع السابق للشيعة في العراق-: "وأمَّا كونُه من الأرض أو ما أنبتتْهُ فلا خلافَ بين المسلمين في جوازِ السجود عليهما، نعم يُشترطُ ذلك في المسجد عند الخاصَّة، فلا يجوزُ السجود على غيرهما إجماعاً، بل نُسب ذلك إلى دينِ الإماميَّة خلافاً للعامَّة".([25]) وقال: "بلْ ذكرَ الصَّدوقُ في الأمالي أنَّ التقصيرَ حينئذْ من دينِ الإماميَّة