أوجه التشابه بين اليهود والنصارى والشِّيعَة الإثنا عشرية:

أوجه التشابه بين اليهود والنصارى والشِّيعَة الإثنا عشرية:

غزة- فلسطين

أوجه التشابه بين اليهود والنصارى والشِّيعَة الإثنا عشرية:

     إنَّ علاقةَ المذهب الشِّيعِي بالعقيدة اليهودية اكتشافه ليس وليد اليوم، ولا هو من إفرازات الفكر التأمري الذي صار مصدر هزء عند أكثر الناس، بل إن الأَئمَّة الأوائل قد كشفوا هذا الارتباط وتحدّثوا عنه, قبل وجود تهمة الفكر التآمري، والتي صارت كافية عند البعض في إسقاط أي معلومة أو أي استنتاج، وكأنَّ معاداةَ أعداءِ الله تعالى من يهودٍ ونصارى وأذناب لهما قدْ توقّفَت عندَ زمنِ شعارات الإنسانية.

   ونذكر هنا بعضًا من أوجه التَّشابهِ بين اليهودِ والشِّيعَةِ.

     فهذا الإمام الشعبي([1]) رحمهُ الله كان خشبِيًا - الخشبيَّة: طائفة من الشِّيعَة كانت ترفضُ القتالَ بالسَّيف، ويحملُ أتباعُها سُيوفاً من خشب- ثمَّ تابَ من بدعتهم، وكان من أخبرِ النَّاسِ بهذه الطَّائفة، وقد حدَّث أصحابَه عن صلةِ العقيدةِ بين الشِّيعَةِ واليهود. قال مالكُ بن مغولٍ: قلتُ للشعبي: ما ردُّكَ على هؤلاءِ القومِ، وقد كنتَ منهم رأساً؟ قال: رأيتُهم يأخذونَ أعجازاً لا صدورَ لها, ثمَّ قال لي: يا مالكُ لو أردتُ أنْ يُعطوني رقابَهم أو يملئوا لي بيتاً ذهباً أو يحجَّوا إلى بيتي هذا على أنْ أَكذبَ على عليّ رضي الله عنه لفعلوا، ولا والله لا أكذب عليه أبداً، يا مالك إنَّي قد درستُ الأهواءَ فلم آتِ فيها أحمقَ من الخَشبيَّةِ، فلو كانوا من الطَّير لكانوا رخماً، ولو كانوا من الدَّواب كانوا حمراً، يريدون أن يغمصوا دينَ الإسلام كما غَمصَ بولسُ بن يوشع ملك اليهود دينَ النصرانية، منهم عبد اللهُ بن سبأٍ يهوديٍ من يهودِ صنعاء... يا مالكُ: إنَّ محنتَهم محنةُ اليهود.([2])

       ونقلَ ابنُ عبد ربه الأندلُسِّي مقالةَ الإمام الشعبي في الشِّيعَةِ كاملة، فقال: "إني دَرسْتُ الأهواءَ كلَّها فلَمْ أَرَ قوماً أحمقَ من الرَّافضةِ، فلو كانوا من الدوابِّ لكانوا حميرًا، أو كانوا من الطير لكانوا رَخَمًا. ثمَّ قالَ: أحذِّرُكَ الأهواءَ المُضلَّةَ شرُّها الرَّافضةِ، فإنَّها يهودُ هذه الأمَّةِ، يُبغضونَ الإسلامَ، كما يُبغضُ اليهودُ النَّصرِانية، ولم يدْخلوا في الإسلام رغبةً ولا رَهْبةً من الله، ولكنْ مَقْتاً لأهلِ الإسلامِ وبَغْيًا عليهم، وقد أحرَقَهم عليًّ بن أبي طالب رضي الله عنه بالنَّارِ، ونفاهم إلى البُلْدان، منهم: عبد الله بن سبأ، نفاه إلى ساباط، وعبد الله بن سباب، نفاه إلى الجازر، وأبو الكَرَوَّس، وذلك أن مِحْنةَ الرَّافضةِ محنةُ اليهودِ، قالت اليهودُ: لا يكون المُلكُ إلاَّ في آل داود، وقالت الرَّافضةُ: لا يكون المُلكُ إلاَّ في آل عليٍّ بن أبي طالب، وقالت اليهودُ: لا يكون جِهادٌ في سبيل الله حتَّى يَخْرجَ المَسيحُ المُنتظرُ، ويُنادي منادٍ من السماء، وقالت الرَّافضةُ: لا جِهادَ في سبيلِ الله حتَّى يَخرُج المَهديُّ، ويَنْزلَ سَبَبٌ من السماء، واليَهودُ يُؤخِّرونُ صلاةَ المَغرِب حتى تَشتبك النُّجومُ، وكذلك الرَّافضةُ، واليَهودُ لا تَرى الطَّلاقَ الثلاثَ شيئًا، وكذا الرَّافضةً، واليهودُ لا تَرى على النِّساءِ عدةً وكذلك الرَّافضةُ، واليهودُ تستحلُّ دمَ كلِّ مسلمٍ، وكذلك الرافضةُ، واليهودُ حرَّفوا التَّوراةَ وكذلك الرَّافضةُ حرَّفت القرآنَ، واليهودُ تُبْغض جبريلَ وتقول: هو عَدوُّنا من الملائكة، وكذلك الرافضةُ تقولُ: غَلطَ جبريلُ في الوَحْي إلى محمدٍ بتركِ عليٍّ بن أبي طالبٍ، واليهودُ لا تأكُلُ لَحم الجَزُور، وكذلك الرَّافضةُ. ولليهود والئصارى فَضِيلة على الرافضة في خَصْلتين، سُئِل اليهود مَن خَيْر أهل مِلّتكم؟ فقالوا: أصحابُ موسى، وسُئِلت النصارى، فقالوا: أصحابً عيسى، وسُئِلت الرِافضة: مَن شرّ أهل مِلّتكم؟ فقالوا: أصحابُ محمّد، أمَرهم اللهّ بالاستغفار لهم فشَتَموهم، فالسيفُ مَسْلول عليهم إلى يوم القيامةِ، لا تَثبُت لهم قدم، ولا تَقومُ لهم راية، ولا تُجمع لهم كِلمة، دَعْوَتُهم مَدْحورة، وكَلِمتهم، مِختلفة، وجَمْعهم مُفرَّق، كلما أَوْقدُوا ناراً للحرب أطْفأها اللّه".([3])

     قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وآية ذلك أنَّ محنةَ الشِّيعَة الإثنا عشرية محنةٌ اليهود، وذلك أنَّ اليهودَ قالوا لا يصلحُ الملكُ إلاَّ فـي آل داود، وقالت الشِّيعَةُ الإثنا عشرية: لا تصلحُ الإمامةُ إلاَّ فـي ولد علي. وقالت اليهود: لا جهادَ فـي سبيل الله حتَّى يخرجَ المسيحُ الدَّجالُ وينزل السيفُ، وقالت الشِّيعَة الإثنا عشرية: لا جهاد فـي سبيل الله حتَّى يخرجَ المهدي وينادي مناد من السماء".([4])

- من يقرأ توراةَ اليهودِ المُحرَّفةَ وتلمودَهم يرى أَنَّهم لم يتركوا نبيًا، إلاَّ وافترَوا عليه، ونسبوا له إرتكابَ كبائرِ الذُّنوبِ، وفعلِ السيِّئاتِ، فقد افتروا على الأنبياءِ عليهم السلام: نوح، ويعقوب، ويوسف، وموسى وداود، وسليمان، وكذلك افتروا على أبناءِ يعقوب: روبين، ويهوذا، كما ملؤوا تلمودهم بالسبِّ والطعنِ في نبيِّ الله عيسى عليه السلام، وقذفِ أمَّه مريم الصديقة البتول، واتهموها في شرفها وعرضِها، وهذا نفس ما سلكته الشِّيعَةُ، فقد ملؤوا كتبَهم بالسبِّ والتَّكفيرِ لأصحابِ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم ولزوجاته، وأنصاره وأحبابه رضي الله عن الجميع.([5])

- واليهود يؤخِّرونَ الصَّلاةَ إلى اشتباك النجوم، وكذلك الشِّيعَة الإثنا عشرية يؤخِّرون المغربَ إلى اشتباك النُّجوم؛ والحديث: "لا تزال أُمَّتِي على الفطرةِ ما لمْ يُؤَخِّروا المغربَ إلى اشتباكَ النُّجومِ".([6])

- واليهود حرَّفوا التَّوراةَ، وكذلك الشِّيعَةُ الإثنا عشرية حرَّفوا القرآنَ الكريمَ. واليهودُ لا يروْنَ المسحَ على الخُفْـيَنِ وكذلك الشِّيعَة الإثنا عشرية. واليهودُ تُبغضُ جبريلَ، يقولون هو عدُّونَا من الملائكة، وكذلك الشِّيعَةُ الإثنا عشرية يقولون غلطَ جبريلُ بالوحيِ على محمدٍ. وكذلك الشِّيعَة الإثنا عشرية.

- وفُضِّلت اليهودُ والنَّصارى على الشِّيعَةِ الإثنا عشرية بِخِصْلَتَيْنِ: سُئلت اليهودُ: من خيرُ أهلِ مِلَّتِكُم؟ قالوا: أصحابُ موسى. وسُئِلَت النَّصارى: من خيرُ أهلِ ملَّتِكم؟ قالوا: حواري عيسى، وسُئِلَت الشِّيعَةُ الإثنا عشرية: من شرِّ أهلِ ملَّتِكم؟ قالوا: أصحاب محمدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم.

- اليهودُ أوَّلُ من ابتدعَ تعظيمِ القبور وبناءِ المعابد عليها، وقد لعنهم رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم بقوله: "لعنَ اللهُ اليهودَ والنَّصارَى اتخذوا قبورَ أنبيائهَم مساجدَ"، وفي رواية: "ألاَ إنِّي أنهاكُم عن ذلك"، وفي التَّاريخِ الإسلام أوَّلُ من ابتدعَ هذه تعظيم القبور ودعاء المقبورين هم الشيعة الرافضة، وقد عظَّموا القبورَ، وسجدوا خشوعًا لها، ونذروا لها، وأقسموا بأصحابها، واستعانوا بهم، واستغاثوا بهم، وطلبوا حوائجَهم منهم، وغيرها من الأمور الشركية.([7])

- وقالت اليهود: "وَكَانَ فِي وَقْتِ الْمَسَاءِ أَنَّ دَاوُدَ قَامَ عَنْ سَرِيرِهِ وَتَمَشَّى عَلَى سَطْحِ بَيْتِ الْمَلِكِ، فَرَأَى مِنْ عَلَى السَّطْحِ امْرَأَةً تَسْتَحِمُّ.. وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ جَمِيلَةَ الْمَنْظَرِ جِدًّا"، وسئلَ عن المرأة، فقيل إنَّها امرأةُ أُوريا، فأرسلَ داودُ عليه السَّلام زوجَها إلى الحربِ، وقال اجعلوه فـي وجهِ الحربِ الشَّديدةِ، وارجعوا من ورائِه، فَـيضْربُ ويموتُ، ففعلوا، فتزوَّج داودُ امرأتَه.([8]) وقالت الشِّيعَة فـيما رواه روي الكُلَيْنِي: "أنَّ نبَّي الله إسماعيل عليه السَّلام، نَظَرَ إِلَى امْرَأَةٍ مِن حِمْيَرٍ أَعْجَبَهُ جَمَالُهَا فَسَأَلَ الله عَزَّوَجَلَّ أَنْ يُزَوِّجَهَا إِيَّاهُ وَكَانَ لَهَا بَعْلٌ (امرأة مُتزوجَّةٌ يتمنَّى أنْ يَتزوَّجها) يقول: فَقَضَى الله عَلَى بَعْلِهَا بِالْمَوْتِ وَأَقَامَتْ بِمَكَّةَ حُزْناً عَلَى بَعْلِهَا فَأَسْلَى الله ذَلِكَ عَنْهَا وَزَوَّجَهَا إِسْمَاعِيلَ.([9])

- اليهود والشيعة كلاهما يَستحِلُّونَ الكذبَ والافتراءَ على مخالفيهم، كما يستحلُّون دماءَهم وأعراضَهم وأموالَهم، واليهوُد يسمُّونَهم العامَّةَ، والشِّيعَةُ يسمُّونَهم النَّواصب.([10])

- يرى اليهودُ ضرورةَ تنصيبِ وصيٍ بعدَ نَبيَّهم موسى عليه السَّلام، كي يقومَ مقامَه في إرشادِ النَّاسِ من بعدهِ, وقد جاءت عدَّةُ نصوصٍ في الأسفارِ اليهوديةِ تُبَيِّنُ أن الله تعالى طلب من موسى عليه السلام أن يوصي ليوشع بن نون قبل موته، ليكون مرشدًا لبني إسرائيل من بعده, فمثلاً: جاء في سفر العدد الإصحاح السابع والعشرين ما نصُّهُ: "فقالّ الربُّ لموسى: خذْ يوشع بن نون رجلاً فيه روحٌ وضع يدَك عليه، وأوقفه قدَّامَ العازر الكاهن، وقدَّامَ كلِّ الجماعة، وأوصِه أمامَ أعينِهم... إلى أنْ قالَ: ففعلَ موسى كما أمرَه الربُّ أخذَ يوشعَ وأوقفه قدَّام العازر الكاهن وقدَّام كلِّ الجماعة، ووضعَ يدَه عليه، وأوصاه كما تكلَّمَ الرَّبُّ عن يدِ موسى". وكذلك اعتقادُ الشِّيعَةِ الإماميَّةِ الاثني عشريَّةِ في مسألةِ الوصيةِ بالإمامة.([11])

السمات اليهودية لمهدي الشِّيعَة المُنْتَظَر:

1- مهدي الشِّيعَة يستفتحُ المدنَ بتابوتِ اليهود: "ويخرج الله التابوت الذي أمر به أرميا أن يرميه في بحيرة طبريا بقية ممَّا تركَ آلُ موسى وآلُ هارون، ورضاضة اللَّوح وعصا موسى، وقبا هارون، وعشرة أصواع من المنِّ، وشرايح السلوى التي ادخرها بنو إسرائيل لمن بعدهم، فيستفتحُ بالتابوت المدنَ، كما استفتح به من كان قبله".([12])

2- وأنَّه يحملُ معه حجرَ موسى الذي انبجست منه اثنتا عشرة عينًا، فكلَّما أرادَ الطعامَ أو الشرابَ نصبه. روى المجلسي عن أبي سعيد الخرساني عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السَّلام  قال: "إذا قام القائمُ بمكَّة وأرادَ التَّوجهَ إلى الكوفة نادى مناديه: ألاَ لا يحملُ أحدٌ منكم طعاماً ولا شراباً ويحملُ حجرَ موسى الذي انبجست منه اثنتا عشرة عيناً فلا ينزل منزلًا إلاَّ نصبَه، فانبجست منه العيونُ، فمن كان جائعاً شبعَ وم